بسم الله الرحمن الرحيم

السادة المساهمون الكرام،

الاحتفال بمرور 25 عامًا من التأثير الإنمائي: محطة بارزة في رحلتنا

بكل فخر وامتنان أقدم التقرير السنوي لعام 2024، وهو إصدار خاص بمناسبة اليوبيل الفضي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص. على مدار السنوات الخمس والعشرين الماضية، كانت المؤسسة في طليعة الجهود الرامية إلى تنمية القطاع الخاص في جميع دولنا الأعضاء، وتمكين المجتمعات، وإحداث تأثير اقتصادي واجتماعي دائم. إن إنجازاتنا ومبادراتنا خلال هذه السنوات هي شهادة على مرونتنا وإبداعنا والتزامنا الجماعي.

خمسة وعشرون عاما من التميز

منذ تأسيسها في عام 1999، لعبت المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص دورا محوريا في تعزيز التقدم، وتمكين الشركات من الازدهار، ودعم ريادة الأعمال، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. وقد أثرت استثماراتنا المتنوعة بشكل ملموس على حياة الأفراد ، من خلال تمويل المشاريع التحويلية، وتيسير الشراكات، وبناء القدرات. لم تكن هذه الرحلة خالية من التحديات، فقد واجهت المؤسسة تحولات اقتصادية وتحديات بيئية واضطرابات تكنولوجية عالمية. غير ان عزيمتنا وإصرارنا مكنا المؤسسة من تجاوز هذه التحديات، مما جعلها أكثر قوة وتركيزاً على تحقيق رسالتها وأهدافها.

الانتقال نحو التحول

يمثل عام 2024 محطة مفصلية في مسيرة المؤسسة، حيث يشكل تتويجا ناجحا للمرحلة الانتقالية التي أعادت تشكيل استراتيجياتنا وعملياتنا، مما جعلنا أكثر استجابة وفعالية في عالم سريع التطور. وبفضل التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق، عززنا أسسنا، وصقلنا رؤيتنا، ورفعنا قدراتنا على تحقيق أثر إنمائي مستدام.

ومع انتهاء المرحلة الانتقالية، نبدأ مرحلة جديدة من التحول، نرسخ فيها دعائم المستقبل ونحدد أولوياتنا الاستراتيجية، والتي تشمل:

• توظيف التكنولوجيا الرقمية لتحسين تقديم الخدمات وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
• إدماج الاستدامة بشكل أعمق في جميع برامجنا ومبادراتنا.
• تعزيز الشراكات لتوسيع نطاق تدخلاتنا وتعظيم
  أثرها الإنمائي.

هذه المرحلة لا تقتصر على التغيير فحسب، بل تهدف إلى ترسيخ مكانة المؤسسة كقائد في تقديم حلول مبتكرة ومرنة ومستدامة تلبي تطلعات دولنا الأعضاء.

تحية امتنان لمساهمينا

أن الإنجازات التي حققتها المؤسسة لم تكن ممكنة لولا الدعم الراسخ من المساهمين والشركاء ومجلس الإدارة. لقد كان التزامكم المستمر بمهمتنا عاملا حاسما في مواجهة التحديات واغتنام الفرص. إن ثقتكم وتوجيهاتكم وتعاونكم ستظل ركيزة أساسية لمسيرتنا نحو مزيد من الإنجازات والنجاحات في المستقبل.

كما أتقدم بجزيل الشكر لفريق المؤسسة من الكفاءات المتميزة، الذي أسهم شغفهم وتفانيهم في تحقيق النجاحات والإنجازات على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية. وأخص بالشكر جميع المهنيين الاستثنائيين الذين تركوا بصمتهم في رحلتنا منذ التأسيس.

كما نعرب عن تقديرنا لأعضاء مجلس الإدارة الحاليين والسابقين، الذين لعبت قيادتهم ورؤاهم الاستراتيجية دوراً محوريا في توجيه المؤسسة نحو التقدم. كما نشكر الدول الأعضاء، بما في ذلك الدول المنضمة حديثا، على ثقتها وشراكتها التي مكنتنا من توسيع نطاق تدخلاتنا وتعزيز أثرنا الإنمائي. إن هذا التكاتف الجماعي سيضمن استمرار المؤسسة كشريك موثوق به في مسيرة التحول والنمو المستدام.

نظرة إلى المستقبل

بينما نحتفل بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيس المؤسسة، ندرك أن رحلتنا الإنمائية مازالت مستمرة، وهي تدفعنا إلى تبني الابتكار والتكيف مع التحديات وتجاوز الحدود لخلق آثار إنمائية أكبر. المرحلة القادمة ستكون فرصة للاستفادة من منجزاتنا السابقة، مع التطلع إلى تحقيق إنجازات ونجاحات أكبر.

وبتكاتفنا، سنواصل تحويل التحديات إلى فرص، ودعم الشركات والمجتمعات لتمكينها من تحقيق إمكاناتها الكاملة والمساهمة في التنمية المستدامة.

شكرا لكم على كونكم جزءًا لا يتجزأ من رحلتنا التي استمرت 25 عامًا. ونتطلع معا إلى تحقيق إنجازات أعظم في السنوات القادمة.

مع خالص التقدير والاحترام،

يبلغ رأسمال المؤسسة المصرح به 4 مليارات دولار أمريكي، منها رأسمال متاح للإكتتاب بقيمة 2 مليار دولار أمريكي. يتشكل هيكل المساهمين في المؤسسة من البنك الإسلامي للتنمية، و56 بلدا عضوا، وخمس مؤسسات مالية عامة. وقد أنشأت المؤسسة من قبل مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية خلال اجتماعه السنوي الرابع والعشرين في جدة في رجب 1420هـ (نوفمبر 1999). ويقع مقرها الرئيسي في مدينة جدة – المملكة العربية السعودية.

تتبنى المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص منذ تأسيسها في نوفمبر 1999 لعب دورًا رياديًا ومؤثرًا في تعزيز النمو الشامل والمستدام من خلال تركيزها على تطوير القطاع الخاص. وتتمثل مهمة المؤسسة في استكمال الدور الذي يلعبه البنك الإسلامي للتنمية من خلال تطوير وتعزيز القطاع الخاص كوسيلة لتعزيز النمو والازدهار الاقتصادي، مع اعتماد رؤية تمكن المؤسسة من بلوغ مركز ريادي بصفتها مؤسسة مالية إسلامية متعددة الأطراف.

وباعتبارها ذراع القطاع الخاص لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تسعى المؤسسة إلى تحقيق أهدافها مع الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية، وتشمل هذه الأهداف 1) تحديد الفرص والمبادرات في القطاع الخاص التي بإمكانها أن تُمثل محركات فعّالة للنمو 2) تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المالية لتنمية القطاع الخاص، 3) تعبئة موارد إضافية للقطاع الخاص في الدول الأعضاء، و 4) تشجيع تنمية الأسواق المالية وأسواق رأس المال الإسلامية.